علاقات مجتمعية
حلول ونصائح لتفادي الخراب بسبب العلاقات خارج الزواج
العلاقات خارج الزواج لها اسم واحد، وهو الخيانة لهذه الرابطة المقدسة، والتي تحرص كل الأعراف الإنسانية والدينية على نقائها، ولا يمكن أن تكون مداواتها بما كانت هي الداء، وإلا أصبحت الحياة بلا معنى أو هدف إنساني، فما بني على باطل فهو باطل. سمو العلاقة الزوجية ينبع من الإخلاص والصدق بين الزوجين.
فالعلاقة الحميمة الناجحة هي أسمى ما يتمناه الرجال والنساء في مشوار الزواج، ولعل من الأمور الخطرة على استمرارية العلاقة الزوجية وبقاء الأسرة كوحدة متكاملة هو معالجة المشكلات الخفية، والتي تؤثر سلباً على الأداء الحميم بين الزوجين، وأخطرها ما يتعلق بالعلاقات خارج الزواج، والتي تشكل السبب الأكثر خطورة في تأثيرها السلبي على كيان الأسرة بالكامل، ما يجعل العلاج في بعض الحالات غير ممكن، وقد وجد أن معظم هذه الحالات يمكن معالجتها، بمعرفة الخلل المؤدي لمثل هذه العلاقات السلبية.
في الحياة العامة نسمع الكثير من الشكاوى التي تحمل المعاناة نفسها من عدد من السيدات وهي سلوكيات الرجال خارج المنزل وعدم احترامهم للعلاقة الزوجية وهذه حقيقة قضية «شائكة جداً» في كل المجتمعات، وبخاصة المجتمع العربي، والذي يعدّ مثل هذه الأمور من المحظورات التي لا يمكن مناقشتها أو حتى تقديم أي نوع من الوقاية منها..وهنا سنحاول ان نضع الحلول لتفادي الخراب الذي سيحل بالعائلة لو تفاقمت المشكلة:
أولاً، ما يفعله الزوج من سلوكيات تحتاج إلى مصارحة معه بطريقة هادئة، وبأسلوب البحث عن الحلول بدلاً من عرض المشكلة وتبادل الاتهامات، وهنا يجب معرفة السبب الذي جعله يعتقد أن العلاقة الحميمة بينكما لم تعد «كافية» بالنسبة له، وهل لاحظ أموراً يمكن معالجتها سواء لديك أو لديه؟ ففي بعض الحالات قد يعاني الزوج من الضعف الجنسي، ويحاول أن يختبر نفسه عن طريق الممارسة العابرة خارج الزواج، أو حتى بالزواج من أخرى في المجتمعات التي تقبل تعدد الزوجات، وهو أمر قد يجعل المشكلة لديه أكثر تعقيداً؛ حيث يصبح عليه أن يواجه أكثر من شريكة فراش، وفي بعض الأحيان يلجأ الزوج إلى توجيه اتهامات للزوجة من ناحية صلاحيتها للعلاقة الحميمة؛ كردة فعل لما يشعر به من عدم القدرة على الممارسة الحميمة، وهذا يخلق المشكلات الزوجية، ويؤدي إلى الكثير من حالات الطلاق، والتي يمكن تفاديها إذا ما عولج السبب الحقيقي وراء المشكلة.
ثانياً، لا يمكن أن يكون علاج المشكلة بمصيبة أكبر مثل ما يحدث في بعض الأحيان من الرغبة في الانتقام من الزوج بأسلوبه نفسه، ما يسبب أضراراً أكثر خطورة، قد تنتهي بالقتل لا سمح الله، وهنا يجب أن تتعلم الزوجة كيف تتعامل مع أساس المشكلة، بعيداً عن الرغبة في تقليد السلوك الذي تسبب في إيذائها؛ حتى لا تتعقد الأمور وتصل إلى طريق اللاعودة، فالخيانة الزوجية لا يمكن أن تعالج بخيانة مضادة، مهما كانت الأسباب؛ حتى لا ينهار الكيان الإنساني.
ثالثاً، في بعض الأحيان يكون المبرر وراء هذا السلوك السلبي غير واقعي وغير حقيقي، وهنا يجب التمهل في اتخاذ القرار، ومعرفة ما هو الأفضل للجميع، وبخاصة الأطفال داخل منظومة الزواج، وعدم الرضوخ للأمر الواقع بدون مناقشة الحقوق والواجبات؛ للمحافظة على الصحة النفسية والعضوية لجميع الأطراف.
رابعاً، من المستحسن أخذ فترة من الوقت بعيداً عن ضغوط البيت، والتأني في اتخاذ القرار، هل يمكنك أن تطلبي من الزوج الذهاب لإجازة قصيرة لمناقشة مستقبل حياتكما معاً، ومعرفة الحلول المتاحة قبل اتخاذ أي قرار مصيري، هل يمكن مناقشة الأمر مع من تثقين بهم من الأهل أوالأصدقاء المحايدين لمساعدتك على الوصول للقرار الذي تريدينه؟
خامساً، في الكثير من الأحيان يكون اتخاذ القرار مبنياً على لحظات الغضب والانفعال، ما يجعل الشخص يندم بعد فترة؛ لأن القرار الذي اتخذه لا يساعد على حل المشكلة، لذلك يجب أن تتأني وتناقشي الزوج في الأمر، والتأكد من عرض الحلول أكثر من عرض المشكلة أو الاتهامات المتبادلة.
سادساً، في بعض الحالات نجد الزوج ينتبه إلى خطورة ما قام به، ويتراجع عنه تماماً، ويقدر دور الزوجة التي تقدم الدعم، والتقبل بعد ذلك بدلاً من تشتيت الأسرة، وعندها قد تصبح العلاقة الزوجية أكثر متانة وقوة.