بعد أكثر من 40 عاما.. حزب العمال الكردستاني(PKK) يعلن حل نفسه وإلقاء السلاح والعراق يرحب بقراره
بغداد/ متابعة صوت القلم:
أعربت وزارة الخارجية، عن ترحيب جمهورية العراق بقرار حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، ووقف الصراع المسلح، والتخلي عن السلاح، فيما قالت وكالة فرات للأنباء، المقربة من حزب العمال الكردستاني، إن الجماعة التي تخوض صراعا مع الدولة التركية منذ أكثر من 40 عاما قررت حل نفسها، وإلقاء السلاح، وإنهاء الصراع المسلح.
وقالت وزارة الخارجية في بيان :إن" وزارة الخارجية تعرب عن ترحيب جمهورية العراق بقرار حزب العمال الكردستاني حلّ نفسه، ووقف الصراع المسلح، والتخلي عن السلاح، وتعدّها خطوة إيجابية ومهمة تُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة".
وأضاف البيان، أن"هذا الإعلان يُمثّل فرصة حقيقية لدفع جهود السلام قُدماً وإنهاء النزاعات الممتدة التي ألقت بظلالها على شعوب المنطقة لعقود،كما يشكّل هذا التطور مدخلاً طبيعياً لإعادة النظر في الذرائع والمبررات التي طالما استُخدمت لتبرير وجود قوات أجنبية على الأراضي العراقية".
وأكدت الوزارة -بحسب البيان - دعمها لكل المساعي التي من شأنها ترسيخ السلم والاستقرار"، مشددة على "أهمية معالجة التحديات الأمنية من خلال الحوار والتفاهم بما يحقق تطلعات شعوب المنطقة في الأمن والتنمية".
بدورها قالت وكالة فرات للأنباء، المقربة من حزب العمال الكردستاني، امس الاثنين، إن الجماعة التي تخوض صراعا مع الدولة التركية منذ أكثر من 40 عاما قررت حل نفسها، وإلقاء السلاح، وإنهاء الصراع المسلح، فيما أفادت مصادر "العربية" و"الحدث" بأن عملية نزع سلاح حزب العمال الكردستاني ستستمر حتى نهاية يونيو (حزيران) القادم.
وقد تم اتخاذ هذا القرار خلال مؤتمر الحزب الثاني عشر الذي عقد في 5-7 مايو في شمال العراق. وجاء في البيان الختامي للمؤتمر الذي نقلته قناة "روداو" التلفزيونية: "قرر المؤتمر حل الهيكل التنظيمي لحزب العمال الكردستاني، وإنهاء الكفاح المسلح، وبالتالي وضع حد لنشاط التنظيم المسمى حزب العمال الكردستاني".
ونقلت الوكالة التابعة للحزب بيانا جاء فيه أن "العلاقات التركية الكردية بحاجة إلى إعادة صياغة". ودعا بيان حزب العمال الكردستاني السلطات التركية لتقديم ضمانات قانونية وسياسية لزعيمه المسجون عبد الله أوجلان، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء.
وأضاف البيان: "الجماعة ترى أن الأحزاب السياسية الكردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية".
وقال بيان حزب العمال الكردستاني: "الجماعة أنجزت مهمتها التاريخية".
وكان أبرز تلك القرارات:
- حزب العمال الكردستاني يعلن رسميا حلّ نفسه، وانتهاء الصراع المسلّح، والتخلي عن السلاح.
- نؤمن بأنه من أجل تطوير الديمقراطية الكردية، فإن الأحزاب السياسية الكردية، ستقوم بما عليها من واجبات ومهام ومسؤوليات.
- نوجّه دعوة لتعزيز الأخوّة الكردية التركية.
- ندعو الجميع للمشاركة في مرحلة السلام الجديدة.
- ندعو إلى إعادة تأسيس وضبط العلاقات التركية- الكردية.
- شعبنا سيفهم قرار حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح أكثر من أي طرف آخر.
وتأكيدا على "إنهاء الأنشطة التي كانت تُمارس باسم PKK"، رأى المؤتمر أن "نضال الحزب قد كسر سياسات الإنكار والإبادة المفروضة على شعبنا، وأوصل القضية الكوردية إلى مرحلة قابلة للحل عبر السياسة الديمقراطية، وبهذا أكمل مهمته التاريخية".
وفي هذا الإطار، "اتخذ المؤتمر قرار حلّ البنية التنظيمية لـ PKK وإنهاء الكفاح المسلح، على أن تتم إدارة وتنفيذ عملية التطبيق من قبل القائد عبد الله أوجلان، منهيا بذلك الأنشطة التي كانت تُمارس تحت اسم PKK".
يسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة
وجاء في بيان مطوّل للحزب: "إن القرارات التي اتُخذت في المؤتمر الثاني عشر، تشكل انتقالا قويا إلى النضال السياسي الديمقراطي، وستسهم في تطوير مستقبل شعوبنا على أساس الحرية والمساواة. وإن الطبقات الفقيرة والكادحة، وجميع الطوائف الدينية، والنساء، والشباب، والعمال، والفلاحين، وكل الشرائح المهمشة عن السلطة، سيتولّون الدفاع عن حقوقهم والمشاركة في بناء الحياة المشتركة في بيئة عادلة وديمقراطية".
مسؤولية تاريخية على البرلمان التركي
وأردف: "إن قرار المؤتمر بشأن حلّ PKK وإنهاء الكفاح المسلح يُشكّل أرضية قوية للسلام الدائم والحلّ الديمقراطي. ويتطلب تنفيذ هذه القرارات أن يُمنح القائد أوجلان حق إدارة وتوجيه المرحلة، وأن يُعترف بحقّه في العمل السياسي، وأن تُوفّر ضمانات قانونية شاملة. ومن المهم في هذه المرحلة أن يتحمّل البرلمان التركي مسؤوليته التاريخية".
تعليق حزب "العدالة والتنمية" على القرار
وفي تعليق حزب العدالة والتنمية التركي على هذا القرار، قال المتحدث باسم الحزب التركي، عمر تشليك: "قرار تنظيم "بي كي كي" الإرهابي بحل نفسه والتخلي عن السلاح بعد دعوة زعيمه عبد الله أوجلان خطوة مهمة لتحقيق هدف تركيا خالية من الإرهاب".
وأضاف: "قرار "بي كي كي" حلّ نفسه وتسليم سلاحه بشكل كامل بما يؤدي إلى إغلاق جميع فروعه وامتداداته وهياكله غير القانونية سيكون نقطة تحول حاسمة".
وأكد المتحدث أن "العدالة والتنمية" سيتابع المؤسسات الحكومية العملية ميدانيا بدقة وتعرض مراحلها على الرئيس أردوغان.
وجاء في بيان المتحدث:
الحركة الفعالة والمنتجة للمحادثات، والتشاور والحوار بين الأحزاب السياسية، مكنت السياسة الديمقراطية، من تحمل المسؤولية، وإنتاج المبادرات باعتبارها عنوانا مشروعا.
إذا انتهى الإرهاب بشكل كامل فإن الباب سيفتح أمام عصر جديد.
يجب تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع، وتحقيقه بكلّ أبعاده.
تحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب" بشكل ملموس، سيمكن تركيا من تشغيل جميع القنوات السياسية بشكل أكثر فعالية، مما يعزز ديمقراطيتنا والحياة السياسية ووحدتنا الوطنية.
سوف نعمل على ضمان عمل قنوات الحوار السياسي بأقوى شكل، في جميع العناوين السياسية المشروعة، وخاصة في البرلمان التركي.
الوعي بأن جمهوريتنا هي "سقفنا" جميعاً، والفهم بأن ديمقراطيتنا هي "الأرضية" الأساسية لحل جميع أنواع المشاكل، سوف يصبح أقوى، ويصبح متجذرا سياسيا.
سيستمر مستقبلنا في التبلور على أسس متينة وشرعية، مع الوعي بالتاريخ والمصير والمواطنة.. وستكون كل مرحلة إيجابية بمثابة دعوة لمرحلة إيجابية جديدة.
تحقيق فكرة "تركيا خالية من الإرهاب" يعني أنّ جميع مواطنينا، بكل عناصرهم الثقافية والعرقية والطائفية، سوف ينتصرون، وسيكون جميع مواطنينا فائزون.
مبدأنا الأساسي هو هذا: حتى لو كانت أسمائنا مختلفة، فإننا جميعا لدينا لقب "الجمهورية التركية".
لا يوجد أي نقاش حول "خصائص دولتنا" و"قيم أمتنا"، ولا يمكن أن يكون هناك أي احتمال لاتخاذ أي خطوة من شأنها الإضرار بهذه القيم.
إن أهم الخطوات الإستراتيجية الكبرى التي سترافق مئوية تركيا، التي أعلنها الرئيس أردوغان، ستكون "تركيا بلا إرهاب".
وقبل أيام قليلة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "تم تجاوز كلّ المعيقات والعقبات، وحزب العمال الكردستاني سيُحلّ.. اليوم أو غداً، سيتخلّى العمال الكردستاني عن السلاح".
وأعلن "العمال الكردستاني يوم الجمعة الماضية أنه قد يتخذ قريبا قرارا تاريخيا بحل نفسه ونزع سلاحه، في إطار مبادرة جديدة للسلام مع تركيا وإنهاء تمرد دام أربعة عقود.
ويأتي الإعلان تلبية لدعوة أطلقها مؤسس الحزب عبدالله أوجلان، المسجون في سجن جزيرة إيمرالي قبالة اسطنبول منذ 1999، حث من خلالها في فبراير (شباط) مقاتليه على نزع السلاح وحل الحزب.
ورد حزب العمّال الكردستاني إيجابا في الأول من مارس (آذار) على دعوة زعيمه التاريخي لوضع حد لأربعين عاما من القتال ضد سلطات أنقرة.
وأعلن يومها الحزب، الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقف إطلاق النار بأثر فوري.
وفي خطاب ألقاه، السبت، ألمح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أن أنباء حل الحزب قد تأتي في أي لحظة، مؤكدا عزم حكومته على "إنقاذ بلادنا من آفة الإرهاب"، بحسب تعبيره.
وتأسس حزب العمال الكردستاني في العام 1978، وتعتبره تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة "إرهابية". وأطلق تمردا مسلحا ضد أنقرة عام 1984 لإقامة دولة للأكراد الذين يشكّلون حوالى 20% من سكان تركيا البالغ عددهم 85 مليون نسمة. ومنذ سجن أوجلان في العام 1999، جرت محاولات عديدة لإنهاء النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل.
وفيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالي عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها عبر وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، في أكتوبر (تشرين الأول) على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة.
ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحل حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.
وفي شمال العراق تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهة مقاتلي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.