صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الخميس 2025/10/9 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
حمى الإنتخابات تستعر !.. يحيى الزيدي


المشاهدات 1351
تاريخ الإضافة 2025/09/15 - 11:37 AM
آخر تحديث 2025/10/09 - 2:15 AM

في المرآة

حمى الإنتخابات تستعر !

يحيى الزيدي

ما أن بدأ العد التنازلي لإجراء الإنتخابات النيابية في البلاد حتى بدأت حمى التصريحات والتكهنات لشكل البرلمان المقبل تستعر، في الوقت الذي اعلنت فيه مفوضية الإنتخابات إكمال جميع الاستعدادات لإجراء الإنتخابات في موعدها المحدد 11-11-2025.

حيث بدأت الزيارات الميدانية من الزعامات السياسية  الى المدن وشيوخ العشائر والوجهاء ، سواء أمام الأنظار أم من خلف الكواليس، وأخذت الاحاديث تجري بينهم على قدم وساق.

والمتعارف لدينا قبل كل إنتخابات يبدأ المرشحون يدلون بدلوهم ، وكل على طريقته الخاصة ، ولايخفى على الجميع إن أغلب المرشحين يبدأون قبل الحملة الانتخابية، بالنزول الى الشارع، ويلتقون بالمواطنين من خلال عقد بعض الاجتماعات والندوات، والولائم، وتقديم بعض الخدمات   والهدايا لكسب اصوات هذه المدينة او تلك .

والمتابع للمشهد السياسي العراقي يجد كافة وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية لاتخلو من تسليط الضوء على الشأن العراقي ..وتصريحات السياسيين ، والمحللين ،وآراء الصحفيين، تتصدر وسائل الصحافة والاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بشكل يومي ومستمر.

أقول ..الكل في البلد يتحدث عن التغيير في المرحلة القادمة ..فالسياسيون والمواطنون يتحدثون عن التغيير، سواء في الصحافة والإعلام ، أم في مؤتمراتهم وبياناتهم، وكأن التغيير هو شعار رنان وليس برنامجا عمليا لمرحلة قادمة .

هنا لابد أن نقف قليلا عند التغيير المزمع إجراؤه من خلال ولادة برلمان جديد.

نعم ..التغيير هو التحول من حالة واقعية نعيشها إلى حالة منشودة نريد الوصول إليها، وأن صناعة التغيير لدى الإنسان ليست بالأمر السهل،لكن ما إن نضع أمام أعيننا الأمور المراد تغييرها نحو الأحسن إلا ويسهل القيام بها.

يقول الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).. اذاً التغيير من القوانين الكونية في حياتنا .

أي إن أي تحول في البلد نحو الافضل  يجب أن يسبقه تحول داخلي في أعماق النفس ، وكي نصل إلى تغيير قراراتنا وتصرفاتنا وسلوكياتنا وطريقتنا في التعامل مع واقع الحياة على مختلف الأصعدة ،لابد أن نصنع تحولات جذرية في أعماقنا ، وقد قيل: ( إن أضخم معارك الحياة تلك التي تدور في أعماق النفس).

على المواطنين أن يعرفوا معنى اختيار عضو البرلمان الأصلح، ويجب أن يعرفوا أيضا كيف ومن يجب أن يستفيد من هذه الانتخابات.

 لننسى في هذه الممارسة الديمقراطية كل مصالحنا الشخصية، ونفكر في العراق وشعبه، وما تقتضيه المرحلة القادمة، وما سيتمخض عنها من أحداث، لاسيما ولادة برلمان جديد للعراق، لنرد جزءاً بسيطاً من فضائل هذه البلد علينا.

اذا أراد الإنسان وأصر على التغيير نحو الأفضل في حياته، يجب أن يتخلص من تراكمات وأفكار الماضي .. وأن يفكر بجدية في صناعة التغيير، لتحقيق الطموحات والأمنيات لديه ولدى الآخرين.

لكن الرغبة في التغيير لوحدها غير كافية، يجب ان تصاحبها قوة الارادة.

يقول الزعيم الهندي غاندي:( كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم).

وفي الختام نقول الى الذين يتحدثون عن التغيير وهم غير جادين في ذلك كما قال أبو الأسود الدؤلي:

يـا أيـها الرجـل الْمُعَـلِّـمُ غَيـرَهُ

هَـــلَّا لِـنَفْسِـك كَـانَ ذَا التَّعْـلِــيمُ

تَصِفُ الدَّوَاءَ لِذِي السِّقَامِ وَذِي الضَّنَى

كَـيْمَـا يَصِحَّ بِـهِ وَأَنْتَ سَقـــــِيـمُ

ونراكَ تصلــحُ بالرشادِ عقولنــا

أبدا وَأَنْتَ من الرشادِ عديـــــمُ

ابــْدَأْ بِنَفْسِـك فَانْهَهَا عَــنْ غَيِّهـَا

فَإِذَا انْتـَهَتْ عَـنْهُ فَـأَنْتَ حَكِــــيمُ

دعونا نشارك في الإنتخابات، ونختار الأصلح والأفضل لإدارة البلاد، ونبعد كل من لانجد فيه مؤهلات القيادة وطموح المواطنين، لكي نخلي مسؤوليتنا أمام الله سبحانه وتعالى، وأمام الشعب والتأريخ على حسن الإختيار.

وللكلام بقية ..


تابعنا على
تصميم وتطوير