صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
الخميس 2025/10/9 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
تعليمنا بحاجة الى مراجعة..د. عبد الهادي الزيدي


المشاهدات 1080
تاريخ الإضافة 2025/09/28 - 10:21 AM
آخر تحديث 2025/10/09 - 6:44 AM

تعليمنا بحاجة الى مراجعة

د. عبد الهادي الزيدي

روى لي صديق قادم من أوربا أن نقاطاً مختلفة تميز نظام التعليم هناك عن الذي نعمل به هنا ، يدل على التنظيم الكبير والعناية الفائقة بمستقبل الطالب ، يقول إن إدارة المدرسة التي تقع في حيك السكني تتصل بك قبل عام كامل – إذا كان لديك طفل مؤهل للدخول في المدرسة – لتذكرك بذلك – ويطلبون منك أن تأتي به إلى المدرسة زائراً قبل  العطلة التي سيباشر بها معه هذا الطفل وهكذا – يقول صديقي – ذهبت بابني إلى مدرسة الحي لأجد حفلاً بهيجاً بانتظارهم أعدته الإدارة وإذا بالمعلمين في غاية الفرح ، يتعرفون على الطالب ويشاركونه ألعابه ويسجلون في دفاترهم ملاحظات عنه في سلوكه ومشاعره ، وفي نهاية اليوم خرج ابني من هناك عائداً إلى البيت مبتهجاً ومتشوقاً جداً إلى بداية العام القادم ، بينما في الدول النائمة التي توقف نموها منذ زمن بعيد ، مازلنا نكتب عن صعوبة اليوم الأول في المدرسة بالنسبة لأبنائنا حيث يقضونه بالبكاء وفقدان الهدف من المدرسة الأمر الذي ينعكس سلباً على علاقته بالمدرسة والتعليم ومستقبله العلمي...

تمنيت أن صديقي لو لم يتكلم لكي لا أصطدم بمستوى التخلف الذي نعاني منه ، إلا إنه واصل كلامه قائلاً:

إن إدارة المدرسة – هناك – تخصص منذ اليوم الأول مدرساً لمجموعة طلبة سيكون هو معلمهم والمشرف عليهم طيلة المرحلة الابتدائية ، يدرسهم المواد كلها ويزور عوائلهم مرتين في السنة ويرافقهم في كل الأحوال والظروف ويقف معهم كصديق أو أب حتى ينتهوا من مرحلتهم الدراسية ...أما عن مستوى الإدارة والنظم التعليمية في المدرسة ، فيقول صديقي : لا يمكن أن تتصور بسهولة وأنت لم تزر هذه البلدان ، مستوى الأداء في الوقت والثانية وكيفية النظر بدقة إلى تطور مستواه العلمي والأجهزة والتقنيات والعناية الفائقة بالطالب حتى انه ليخرج في نهاية اليوم الدراسي وقد أخذ نصيباً وافراً من الرعاية والعلم والغذاء والترويح ما يجعله مستعداً لتكملة اليوم الثاني باندفاع أكبر وهكذا حتى نهاية كل عام دراسي....

وأخيراً أعترف هذا المتحدث : إنهم هناك وليس في مجال التعليم حسب ، مسلمون في سلوكهم وتعاملهم تنقصهم شهادة ( أن لا إله إلا الله ، محمد رسول الله) وعقيدة هذا الدين الذي نحملها نحن من دون أن نهتم كثيراً بنشرها وإيصالها إلى هؤلاء وغيرهم ، إذ أن مشكلة واحدة من مشاكلنا هي أن أغلب من نتعامل معهم من أبناء ديننا وأوطاننا يفصلون بين هوية الدين وعقيدته وعبادته ، و بين السلوك في الحياة ، إذ يعترف هؤلاء بفضل الإسلام وفرضيته ويمارسون عبادته إلا أنهم في كثير من الأحيان ليسوا صادقين في تعاملهم مع الناس ومع الوقت لا يدركون أن الإخلاص في العمل وعدم إضاعة المال والوقت والجهد فيما لا ينفع هي خيانة لأمانة الدين وتشويه للإسلام  بوعي وبغير وعي ، ونحسب أن هذهِ طامة كبرى !!

 


تابعنا على
تصميم وتطوير