ترحيب دولي واسع باستجابة "حماس" لمقترح الرئيس الأمريكي لوقف الحرب في غزة
واشنطن/ غزة / صوت القلم:
لقيت استجابة حركة "حماس" لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في غزة ترحيبا ودعما واسعا من قبل عدد من القادة والمسؤولين الدوليين والدول العربية الفاعلة في الملف، فيما أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتقد أن حركة حماس، باتت "مستعدة لسلام دائم"، داعيا إسرائيل إلى وقف قصف غزة "فورا" من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن ترحيبه بالخطوة، واصفا إياها بأنها "خطوة مهمة إلى الأمام"، مؤكدا دعم بلاده لجهود الرئيس ترامب. كما دعا جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاق دون تأخير.
من جانبها، أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني عن متابعتها "باهتمام كبير" للتطورات، مجددة دعمها الكامل لجهود ترامب، فيما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الإفراج عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة في متناول اليد"، شاكرا جهود الرئيس ترامب وفريقه.
وجاء بيان وزارة الخارجية التركية ليشدد على أن رد حماس سيمكن من "وقف فوري لإطلاق النار"، داعيا إسرائيل إلى وقف هجماتها فورا، وحاثا على بدء مفاوضات فورية لتطبيق حل الدولتين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "رد حماس على خطة وقف إطلاق النار في غزة خطوة بناءة وهامة نحو تحقيق سلام دائم. ما يجب فعله الآن هو أن توقف إسرائيل جميع هجماتها فورا وتلتزم بخطة وقف إطلاق النار.
وأضاف: "يجب اتخاذ جميع الخطوات دون تأخير لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة وتحقيق سلام دائم؛ يجب أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية، هذا المشهد المشين الذي يجرح الضمير العالمي بشدة، الآن. وفي تركيا، سنواصل النضال بكل ما أوتينا من قوة لضمان اختتام المحادثات على النحو الأمثل لصالح الشعب الفلسطيني، وتطبيق حل الدولتين، الذي يدعمه المجتمع الدولي أيضا".
أما مصر، فقد أعربت عن تقديرها لبيان حماس، مؤكدة اعتزامها القيام بأقصى جهد بالتنسيق مع كافة الشركاء للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار وإزالة المعاناة عن الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار غزة.
بدورها، رحبت قطر بإعلان حماس موافقتها على المقترح، مؤكدة دعمها للتصريحات الأمريكية الداعية لوقف فوري لإطلاق النار.
من جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش برد "حماس"، داعيا جميع الأطراف للاستفادة من هذه الفرصة لوضع حد للصراع، معترفا بدور مساعي قطر ومصر في تهيئة الأجواء المناسبة.
كما عبرت النمسا من خلال وزيرة خارجيتها كارين كنايسل عن استعدادها للمساهمة في عملية تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، مشيدة بجهود ترامب وفريقه، كما شكرت قطر ومصر والسعودية وفرنسا على جهودهم.
ومن جانبه، أعرب المستشار الألماني فريدريتش ميرتس عن اعتقاده بأنها "أفضل فرصة لتحقيق السلام في غزة"، فيما قال وزير الخارجية الهولندي دافيد فان فييل إنه "متفائل بحذر" من استعداد حماس لإطلاق سراح الأسرى والانخراط في مفاوضات.
وفي الوقت نفسه، كشف مصدر مصري مطلع عن أن "هناك تجهيزات جارية لحوار فلسطيني جامع حول مستقبل قطاع غزة"، بالإضافة إلى الإعداد لبدء مناقشة توفير الظروف الميدانية لعملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
يأتي هذا الترحيب الدولي الواسع في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات متسارعة، حيث يشكل رد حماس على مقترح ترامب نقطة محورية في المسار الدبلوماسي الرامي إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في غزة.
هذا وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء يوم الجمعة، أنها سلمت الوسطاء ردها على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب في قطاع غزة.
وأشارت "حماس" إلى أنه في إطار ذلك وبما يحقق وقف الحرب والانسحاب الكامل من القطاع، تعلن الحركة عن موافقتها على الإفراج عن جميع أسرى الاحتلال أحياء وجثامين وفق صيغة التبادل الواردة في مقترح الرئيس ترامب ومع توفير الظروف الميدانية لعملية التبادل، وفي هذا السياق تؤكد الحركة استعدادها للدخول فورا من خلال الوسطاء في مفاوضات لمناقشة تفاصيل ذلك.
كما جددت موافقتها على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط) بناءً على التوافق الوطني الفلسطيني واستنادا للدعم العربي والإسلامي.
ومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رده على قرار حركة "حماس" قبول مقترحه لوقف الحرب في غزة، أن الحركة مستعدة لسلام دائم. وعلى إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، من أجل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
جاء ذلك في إطار رده على بيان حركة حماس، التي أعلنت فيه موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين وفق مقترح ترامب، وتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية من المستقلين.
وفي منشور على حسابه بمنصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم".
وأضاف: "على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة، وفي الوقت الحالي، من الخطير جدا القيام بذلك".
وتابع ترامب: "نحن نناقش بالفعل تفاصيل يجب الاتفاق عليها، الأمر لا يتعلق بغزة فحسب، بل يتعلق بالسلام الذي طال انتظاره في الشرق الأوسط".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وفي 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.
وخلال مؤتمر صحفي مع ترامب بالبيت الأبيض، الاثنين الماضي، أعلن رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه "يدعم خطة ترامب"، معتبرا أنها "تحقق الأهداف الإسرائيلية من الحرب".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب قوات الإحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و288 شهيدا، و169 ألفا و165 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 457 فلسطينيا بينهم 152 طفلا.