علاقات مجتمعية.. انتقاد شكل الشريك أو وزنه.. "رأي صريح" أم إساءة عاطفية؟
يشير خبراء في الصحة النفسية والعلاقات إلى أن التعليقات السلبية على شكل الجسم أو الوزن من قِبل الشريك قد تُعد من أكثر أشكال الإساءة الخفية ضرراً على المدى البعيد، حتى وإن جاءت بشكل عابر أو تحت ستار "القلق على الصحة". وفي الوقت الذي قد يظن فيه البعض أن مثل هذه التعليقات غير مؤذية أو مجرد "صراحة"، يؤكد المختصون أنها قد تؤدي إلى تداعيات نفسية عميقة.
وتوضح دراسات نفسية أن التعرض المتكرر لتعليقات تتعلق بالوزن أو الشكل، حتى وإن بدت غير مباشرة، يرتبط بزيادة معدلات انخفاض احترام الذات، والقلق، والاكتئاب، واضطرابات الأكل.
ويقول الأخصائيون النفسيون إن "التعليق على جسم الشريك، سواء بشكل نقدي أو بمقارنته بمعايير جمالية، يعكس اختلالاً في التواصل العاطفي ويخلق شعوراً بالدونية لدى المتلقي".
ويفرّق المختصون بين نيات الشريك خلف هذا النوع من التعليقات، مشيرين إلى أربعة أنماط رئيسية:
السيطرة أو الإضعاف النفسي
يرى بعض الخبراء أن هذه التعليقات قد تُستخدم بشكل غير واعٍ كوسيلة للتحكم في الشريك وتقليل شعوره بالقوة أو الجاذبية، وهي سلوكيات تندرج ضمن الإساءة العاطفية.
القلق الصحي المزعوم
يُبرر البعض تعليقاتهم بأنها بدافع الاهتمام بالصحة، لكن الخبراء يوضحون أن "الربط التلقائي بين الوزن والصحة هو أمر غير علمي"، كما أن "أغلب الناس على دراية بأجسادهم ولا يحتاجون إلى تذكير مستمر من الطرف الآخر".
التعليق العفوي
في بعض الحالات، تصدر هذه العبارات بلا نية للإساءة، لكنها قد تكون جارحة رغم ذلك. ويُوصى هنا بالحوار الصريح والتوضيح المتبادل لما يُعد مقبولاً أو غير مقبول في النقاشات بين الطرفين.
وفي النهاية، يوصي الأخصائيون النفسيون بتأسيس قاعدة واضحة بين الشريكين بعدم التعليق على الأجساد، خاصة فيما يتعلق بالوزن أو الشكل، مؤكدين أن احترام حدود الآخر في هذا الجانب "يعزز الثقة ويُجنب الإضرار بالنسيج العاطفي للعلاقة".
وفي حال استمرت التعليقات رغم التوضيح أو تسببت في ضرر نفسي مستمر، يُنصح بالتوجه إلى استشارة مختص في العلاقات أو في صورة الجسد لتقييم الوضع ووضع حلول صحية للتعامل معه.