صحيفة ووكالة
الإخبارية المستقلة
السبت 2025/12/6 توقيت بغداد
معتمدة في نقابة الصحفيين العراقيين
الأغنياء وشركات الاعلام ..د. عبد الهادي الزيدي


المشاهدات 1039
تاريخ الإضافة 2025/12/01 - 9:28 AM
آخر تحديث 2025/12/06 - 6:24 AM

الأغنياء وشركات الاعلام 

د. عبد الهادي الزيدي

في عنوان لافت ويدعو للمقارنة بين (أغنيائنا) و (أغنيائهم) نشرت بعض المواقع الالكترونية تقريراً بعنوان : الأثرياء يواصلون الاستحواذ على الإعلام، وعندما تقرأ التقرير تقف على حقائق لا يكفي أن نقول عنها إنها مرة، فقد اعتدنا مرارة الطعام والدواء وما الى ذلك، لكننا لم نعتد بعد على مرارة الانكسار والخذلان والهزيمة، اذ (يستحوذ) حسب التقارير الاعلامية والحقيقة هي: يشتري، عدد من أغنياء العالم الغربيون من اليهود وغيرهم المؤسسات الإعلامية الكبرى وشركات انتاج الصورة والكلمة والخبر وكل ما يتعلق بالإعلام والخطاب والاتصال، بدءا بالصحف المطبوعة وليس انتهاء بالتطبيقات التواصلية المهمة  والمنتشرة مثل : فيس بوك او الانستغرام او التوك توك وغيرها، وهدفهم يتضح في السعي لزيادة أرباحهم وأموالهم فهي مؤسسات مربحة وهدفهم كذلك السيطرة على الخطاب العالمي وتوجيهه الى السبيل الذي يريدونه من تحديد مصطلحات ونشر شائعات وتغيير حقائق وتكوين رأي عام يحمل لونهم وطعمهم ورائحتهم...

ولا اعتراض على ذلك فصاحب المال حر في ماله يستثمره كيفما وأينما يشاء، خاصة في الدول الرأسمالية التي لا تضع حدوداً للتملك قانونية أو شرعية أو غيرها، إلا ان ما يؤسف له ويجعلنا نغص بحسرات وآهات القهر والالم : غياب أغنياء العرب والمسلمين عن مثل هذه الصفقات والمجالات، بل وجودهم في جوانب أخرى تزيد ثرواتهم قطعا ولكنها خالية من المنهج والمبدأ والهدف، فثري عربي يمتلك مجموعة من أغلى فنادق العالم، وآخر يستثمر أمواله في شركات النفط العالمية، وثالث يبذل أمواله لتبيني ناد لكرة القدم فيشتري هذا اللاعب ويبيع ذاك بملايين الدولارات!!! وغيرها من مجالات التجارة واستثمار الأموال في الترفيه واللهو والمجالات التي لا تحمل هدفا أو تنشر عقيدة أو تعزز اتجاه ما...

ومشكلتنا في ذلك اننا كعرب ومسلمين نحتاج الى الكثير من مشاريع الدعم والتبني الإعلامية وفي وسائل التواصل الاجتماعي والمجالات الثقافية والفكرية للدفاع على أقل تقدير عن ديننا المتهم بالإرهاب وعن (مسلمنا) المتهم بالجهل والسطحية وعن بلداننا المتهمة بالتخلف وكثرة الفساد وضياع الثروات، في الوقت الذي يستطيع أثرياء المسلمين من تحقيق ذلك وأكثر في مجلات تبني قضايا المسلمين والهجوم باتجاه الآخر الذي يشوه صورة ديننا وبلداننا ومواطنينا وذلك بالدعوة الحسنة والاقناع والتربية الصالحة لمجتمعاتنا التي تخلت عنها الحكومات في كثير من حالاتها.       

المسألة اذن مسالة وعي وثقافة وتحمل مسؤولية بشكلها الصحيح، فالأموال سلاح فتاك يهزمك ويهزم امتك وينصرك وينصر امتك اذا ما اسأت استخدامه او اجدت ذلك، وما دام معظم اغنيائنا بعيدون هذه الاتجاهات ننصحهم بشراء وعي وثقافة انتماء ومسؤولية، فربما تمنحهم رؤية ومنهجية عن دورهم المطلوب في واقعنا اليوم. 

 


تابعنا على
تصميم وتطوير